ماطوس


نص  : جلال بن ميلود التليلي (فريق تراثي التونسي)
تسجيل صوتي : فريق تراثي التونسي
جميع الحقوق محفوظة للكاتب 

 

ياصْغيْراتنا مرحبا بيكم كي العادة ، ويدِلنا ويدِلكم ع الشْهادة .. حْكايتنا اليومْ ، في ليلة قمرة بْلانْجومْ .. عْلى بْلادْ خشها جيش الرّومْ .. وْكثرتْ عْليها لهمومْ .. حرب وْخوفْ وْ جريانْ الجوفْ ..    وْ كل بُو خايف عْلى ذْراريهْ .. هارب بِصغيرَهْ باش ايخبّيهْ .. وْ كل أُمْ اتْصيحْ عْلى وْلدها الترّاسْ راجعْ ايجريحْ .. بْلاد عَمْها الجوعْ .. والظلم ماهوش ناوي رْجوعْ .. كل هاذا وْ دونه يا سامْعينا عْلى خاطر القايد " ماطوسْ " .. قايِدْ حْكمْ في هاك الزْمان بْلاد في الجنوبْ .. دْخلها غالب ولاّ مغلوبْ .. كل هذا وْ دونهْ ياسامعينا .. بِسببْ غطْرْسَةْ ماطوسْ .. حتى النْفَسْ في عهدهْ محبوسْ .. هو قايِد م القُوّاد المأجورين باش يدعمو  حُكومَةْ قرطاج في حروبها البونيقية ضد الرومان في هاك الزْمانْ .. هو بطل من أبطال المقاومة الأمازيغية .. دَافَعْ عَ الأمَازيغْ وِبْدَتْ قُوتو في البَرْ اتْشِيعْ  .. واللّي ماعِملتلوش حُكومةْ قرطاجْ حْساب هو أنها خدماتو هو وْ عسكرو م الامازيغْ ، استغلّتهم .. وْسيْطرَتْ بيهم ع البَرْ .. لااخْلاصْ لافْلوسْ ، وْ خلّتْ اعْلَمْهم مَنكوسْ .. امْحلقينْ الرّوسْ .. خُدّام لسيادهم الرومْ .. من غير ثْمَنْ وْ سُومْ ..  برّا يازْمانْ وَرْجَعْ يازْمانْ .. طالتْ المُدّة و لامازيغ صابتهم الفَدّة .. اتمردو وِمْعاهم ماطوسْ امْوافِقْ .. في حقهم مايْنَجّمش اينافِقْ ..  ونهار م النْهارات الفينيقيين جَوْ ضْيوف عْلى المَلك الأمازيغي " بارياسْ"  .. باش ايرتبو أومورهم في الحروبْ وْ كل مايْخُص الرومان و الوندال و البيزنطيين .. يْضَمْنو عْلى شعوبهم باش يبقو محميينْ .. وْ كان البطل ماطوس شُجاع ..في قوتو وجّاعْ .. رايو صايِبْ وْفي الحربْ صيدْ سايِبْ ..  
ونهار م النْهاراتْ .. هجمَتْ جْيوش القايد حملقار برقا اللّي اتْزعَّم هجمات القرطاجنيين ع البلاد التونسية .. وتكتبتْ عليه في التاريخ صفحات حربيّة .. جمّع ماطوس عسكرو  .. وتخبّو في كل حفرة وهفوف جْبَلْ .. وْ كل وادْ فيه الطين وِ اللُّوحَلْ .. وْصارتْ حْروب كبيرة ، مرّة عسكر ماطوسْ ايوَجّعْ بالضربْ عسكر حملقارْ .. وْ مرّة جيش حملقارْ يِفدي الثّارْ .. دالة ابْدالَة .. كي ضرب الطبّالة .. مرّة بالعود وْ مرّة بالمطرقْ .. وْفي ليلة لافيها نْجوم لاقَمْرة .. اتصرصبو عسكر القرطاجنيين وْ سابو في الظلامْ .. كي الجْنون منشورين .. سابو بالكَثرة وْ تِحصر ماطوس في وسط حفرة .. وقبَلْ مايصبّح صْباحْ وظلام الليل يتوكَّلْ .. و الشمس تُخرجْ تِتكسَّلْ .. ماطوس يلقى روحو وسطهم حاصل ، ثيران زادْمَة وِتْصيحْ .. ماعندهم وين ايدور الريحْ ، طاح وسطهم جْريح .. هزّوه وقُدّام سيدهم حملقار حطّوهْ   وْ كتفوه وفي نهار م النهاراتْ صلبوه وغْبِرْ .. وْ ذكراته شيوخ وعزايِزْ وْ ذِرْ .. وقعد خْرافة يحكيها الجد للصغير وْ للّي كْبِرْ .