بلاّعة شط الجريد


نص  : جلال بن ميلود التليلي (فريق تراثي التونسي)
تسجيل صوتي : فريق تراثي التونسي
جميع الحقوق محفوظة للكاتب 


حكايتنا مابين بْلاد  نفزاوة قْبَلْ حتى لِبلاد قسطيلية  الطريقْ كْمِلْ .. بلاد الجْريد وين النخل نابت عْلى حْواشي الشط .. كانْ ماها سايِبْ ايعوم فيه البط .. أرضها سَوّاخة  كيما قال البكري الرحّالة اللّي اتعدّى منها في زْمانْ قْديمْ .. كْتبْ ع اللّي شافو ع الطريق  ايهيمْ .. وذكَرْ في كْتابَو التاريخي  " المسالك و الممالكْ " المعروفْ ..  ذْكَرْ كيفاش كان الخشبْ صْفوف ْ.. باش ايدِلّو كل من يتعدّى من طْريق الشَطْ .. مايفوتهاش ابْخَطْ .. خطر ع البِل والخيلْ اتسيبْ .. وْفي الغْريقْ اتْغيبْ .. سبخة كي الصابونْ اتزلّقْ .. يا ما دْخلها عسكر وِقوافِلْ .. وِهْلِك فيها الغافِلْ .. وْ حتّى الرحّالة كاتب التاريخ التّيجاني .. في رحلتو في القرن الثمن هِجري .. شاف خيل كانت تجري .. وْ في لحظة ما بان منها شيْ .. غطستْ .. لابْقى مَيّتْ وْ لاحيْ ..: 
 لخرافة اتكونت وتلونتْ وتناقلها الجدود و اتْعَدْلَتْ لوسادة ، وِرْجع بينا الحنين لسنين الصُّغر وْ حُضن الولاّدة ..  وْ جَرْيانْ الشِّنْتي إلْحُوش جْدادَهْ .. وْتُراث منقوش عْلى حْيُوط  الرّوبي وِ البيس في جْيوبي ..  وِخْشَبْ السقيفة .. وْ بِنت الجيرانْ شْريفة .. وْ قطّوس بو ساقين خْفيفة .. 
خْرافة " تراثي التونسي " نحكو فيها عْلى قافلةْ في الزمان القديم  كتبُو عْليها المؤرخينْ .. في شط الجْريدْ تو سْنينْ .. وقتها كانت فيه بلاّعات ، بْرِك مَا تحت قِشرة المِلح .. قافلة المرداسي اتوَغلتْ في الشط وبعد الجْمَلْ اللي في راس القافلة  ع الثْنيّة الصْحيحة  وْ اتعدّى في ثْنَيَّةْ البلاّعَة .. غْطسْ ، تِبلعْ وْلا وْذنْ سمّاعَة .. لحقوه الجْمالْ وْ في الغْريقْ غطسو وْراهْ .. وْلا حَدْ مْنِعْ مِن دَفْنْتَو في  ثْراهْ .. كلهم أرخو : اللّي يْشُق ها الطْريقْ .. مِنْ غير دْليلْ ، يْهِيمْ  في الغْرِيقْ .. كَانْ بْعِدْ عَ الثنية لِمْبَيْنَة بالخْشبْ ، في عْداد المُوتى يِتِّحْسِبْ .. يَغرَقْ في السَّبْخَة .. وْ ماتنفعاشْ وسط الطيّن الرَّبْخة .. والمرجع  يا سادة الرحّالة التجاني اللّي ذكر حْكاية المرداسي في كْتابو .. واللّي كل من سْمعها بهِتْ وحسب للتاريخ حْسابو. .