النْعوشة


نص  : جلال بن ميلود التليلي (فريق تراثي التونسي)
تسجيل صوتي : فريق تراثي التونسي
جميع الحقوق محفوظة للكاتب 


يا سادة يامادة ، ايذكّرني و يذكركم في الشْهادة ، خْرافة اليوم حكاية عرفوها جْدودنا وقتلّي كانو صْغار .. ومخاخهم ماتعرفش تفكّر وْ تختار .. وذانهم تسمع وعقولهم تحتارْ ..  " النْعوشة " هي في الأصل  امرا كان راجلها  مُزارع قاسي برشا مْعاها يُجبر فيها على خْدم اتفوق طاقتها وْ كانت كل مرّة تحبل تستنّى هاك الصغير اللّي في كرشها لو يولد ايموت في بطنا قبل ماتولده ، وتعاود هالشيْ مْعاها ، اللّي تحبل بيه ايطح .. طولت الحالة مْعاها .. انهار م النهارات ناب عليها ربّي والصغير اللّي كرشها المرّة هاذي امنع و ظهر للدنيا لاباس .. فرحت ابه الوْليّد الوحيد و علماته كيفاش يقضيلها ما تستحقه م الحاجات ، نْهار م النْهارات بِعثاته إلى دار الجيران باش يِتْسلفلها غربال ، خْرج م الدار وفي الثْبيّة لْقي أنداده م الصْغيْرات  يلعبون في البطحا ، لعب مْعاهم وهو يجري من بقعة البقعة وِنْسِيَ  الغربال اللّي امْوصياته عْليه أمّه ، لُم بقتْ حايْرة وتغشِشت برشا ، وْهي ماشية جاية في الدّار ، فقدتْ اعصابها و عْماها الغُشْ  عْلى خاطر وخرت في طْياب لغدا وْخافت لا يرجع راجلها يعطيها اطريحة  وهو في الضرب ما يرحمش  وستنّاته قدّام الدّارْ ، وهيّ وجها يصفار م الغُش وْ يحمارْ..  بعد وقت صْغير رْجع لوليّد مدروك بالتعب م الجري مع الصغيرات انْدادو ..  ياخي لم ماخلاتوش يرتاح ،  شدّاتو وْ نِزلت عْليه بالضرب، هاذي تنفع هاذي اتضُرْ لن لوليّد اتوفّى وْ هز ربّي أمانتو.