يوم السبوع


من التقاليد المنسيّة و التي بدأت تنقرض في كبرى المدن يوم السبوع ، رغم أنّه لازال يحظى بنفس الأهمية ببعض المناطق الريفية للبلاد التونسية . يوم السْبوع هو اليوم السابع من الولادة و تقام فيه عدّة طقوس في العديد من المناطق و لا تختلف سوى في التفاصيل الصغيرة, و قد ذكر الصادق الرزقي في هذا السّياق و تحديدا في كتابه " الأغاني " أنّ اليوم السابع بعد يوم الولادة ، تكون " النفساء " أو " النّافس " قد قامت من سريرها فأُلبِسَتْ ثيابًا فاخرة وعادة ما تكون حمراء أو فيها اللون الأحمر فترفع القابلة المولود بين يديها و تخرج من البيت هي و النفساء على الولولة .. و بيدها سيف قد سلته من غمده و هي 
تردّد أغنية " العاشق في النبي صلّيو عليه " .. و تضع القابلة المولود على غربال قمح تفاؤلًا بأن يكون الولد فلاحًا أو البنت ذات بعل من أرباب الفلاحة. 

في اليوم السابع من الولادة  نعيش مشهدًا مسرحيًا فرجويًا امتزجت فيه مظاهر الفرح و البهجة بروح الانطلاق نحو الحياة والتيمن بالعيش اليسير. و لم يغفل بعض الباحثين في هذا الموضوع جانبا مهما من تفسير لدلالات هذه الطقوس و من هؤلاء الباحثين نذكر الباحث محمد سعيد القائل : " هذه الطقوس تحمل فكرة الحماية والتفاؤل والعيش الرغد والوجاهة و القوة و لها صلة بالفرح من خلال رمزية السيف و الغربال ..
و لنا أن نؤكّد بقاء عدة عائلات تونسية تتقاسم هذه الطقوس و تتناقلها بشكل يجعلها مستمرة لسنين طِوال وهي طقوس  تُهيّأ العائلة لاستقبال المولود الجديد أو المولودة الجديدة ، وذلك قد ساهم في الحفاظ على هذه الممارسات باعتبارها قادرة على جلب السعادة و الطُّمأنينة للأم الوالدة و لبقيّة العائلة ، و إن كانت تدخل في الجانب النفسي فهي تؤكّد أهميّة التهيئة النفسية قبل وصول الكائن الجديد إلى حديقة العائلة حيث يشعر أفرادها بقدوم الخير و اليُمن و البركة و أنّ هذا القادم الجديد طالع خير عليهم ..

المرجع : كتاب " الأغاني " للصادق الرزقي