تلمين


أسّسها الرومان و أطلقوا عليها اسم ترّوس تماليني ، ظهرت كخط دفاع شرق شط الجريد حيث استقرت قبيلة النيحينيين      ( نفزنى ) و أصبحت في عهد تريانوس الروماني  (trajanus) مركزا تجاريا هاما من مراكز الحدود الدفاعية و أصبحت في عهد هادريان (Hadrinus) بلدة سنة 128م و منح أهلها حق المواطنة الرومانية كتشجيع لشيوخ القبيلة و حث لهم على استبدال الترحال بالاستقرار و دفع لتيّار الروْمنة بأصقاع المقاطعة و كوّن الرومان بترّوس تماليني ( أبرشة  وهي الكنيسة و هدريان لم يولي اهتمامه إلا بمدينتين من الوسط و الجنوب و هما طينة ( صفاقس حاليا ) و التي تقع في منطقة ازدهرت فيها منذ نهاية القرن الأول وواحة ترّوس تماليني ( تلمين حاليا ) حيث استقرت قبيلة النيحينيين و لمدينة تلمين شبكة طرقات تربطها بالمناطق المجاورة.

ـ طريق للاستعمال العسكري ، طويل كثير المياه يربط تلمين عن طريق هنشير الصنم.

ـ طريق جنوب الشط تربط تلمين بقفصة.

ـ طريق مباشر إلى توزر.

ـ طريق مباشر إلى طرسين  Tububusl وهو طريق للاستعمال العسكري.

و تتميّز المدن في العهد الروماني بطابع معماري خاص حيث تتوفّر في كل مدينة مواصفات لا بد منها لكي تعدّ من المراكز الهامة مثل وجود الساحات العامة ( الفوروم ) و المعبد أو الكنيسة و أقواس النصر و الحمّامات .. و عادة ما تأخذ المدن الرومانية شكلا شطرنجيّا حيث تكون الشوارع مستقيمة و متقاطعة و خاصة المدن التي وصلت إلى رتبة بلدية غير أنّ تعاقب العصور طمس العديد من المعالم.

سُمّيت تلمين باسم نرّوس تماليني بأمر من الإمبراطور الروماني هادريان ، وفي العهد البيزنطي عرفت باسم (Tamalluma أو  Turre Tamalluma) و خلال عدّة قرون عرفت تلمين عدّة أساقفة و تذكر المصادر التاريخية أنّ أوّل أسقف معروف هو سبراتيوس  (Sabratius ) الذي ورد ذكره سنة 384م و في حدود سنة 484م كان أسقفها يُسمّى هايتدوس التلميني (Habet deus Tamallumensis )  و كان كلاهما كاتولو كيّا و تأثّرت ترّوس  تمالّيني بالحركة الدوناتيّة التي كانت انشقاقا دينيا وهو مذهب ديني نسبة إلى صاحبه دونات كبير الأسقفة الوطنيين الذي رفض الاعتراف باتخاب أسقف قرطاج وكان قد مرَّ بها عقبة ابن نافع قبل وصوله إلى القيروان سنة 670م وكان دخوله إلى نفزاوة من جهة غدامس و فتح طُرة و تلمين و أقام جامعه المعروف إلى اليوم باسمه على أنقاض الكنيسة الرومانية بتلمين سنة 499 للهجرة .

بقلم : محمد الأمين محجوب كتاب " مدخل إلى تاريخ نفزاوة "