تكابايي ( قابس)


يمكن أن نُصحّفها إلى تكابس أو تكابا ومن غير المستبعد أن الفينيقيين أقاموا على ساحل واحة قابس ميناء تجاريّا يُشكّل همزة وصل بين مرافئ جهة البيزافيوم ( الساحل التونسي ) و موانئ طرابلس الغرب منذ مطلع الألف العاشرة قبل الميلاد على الأرجح و جذور التسمية سابقة للعهدين الفينيقي و الروماني علما و أنّ محمد المرزوقي في كتابه " قابس جنّة الدنيا " يفترض أن أصل التسمية الأمازيغي هو " تكاب " و عندما جاء الرومان أضافوا لها السين فأصبحت " تكابس " بينما طرح المسلمون التاء و نطقوا الباقي فقالوا " كابس " أو " قابس " و اللفظة العربية مستمدة من الصيغة المتداولة لكلمة تكابس في حالة المفعولية مع إسقاط أداة التعريف اللوبية " تا " ، و من الجائز أن الأصل الأمازيغي  للتسمية موجود في جذور اللهجة البربرية المكوّنة للغة التاماهاكية لسان حال قبائل الطوارق ، و بالفعل يبدو أنّ كلمة " قابس " مشتقّة من" إكبس " و تعني استعمال الظرف أو الدفاع إضافة إلى المزيد البربري " تا " وهو اسم إشارة للتعريف بمعنى " هذه " / تلك " فيكون معنى العبارة التاماهاكية هو تلك الظريفة أو تلك المحمية .
و من المؤكّد أنّ ميناء تكابيي الأبرز ضمن مرافئ خليج قابس مارس أدوارا تجارية بحرية حيوية مع سواحل نوميديا و قوفلية مع بلاد الصحراء الكبرى أين تتوفّر سلع ثمينة كالعاج  و الذهب     و الرقيق الأسود ، و لئن يعسر حاليا تحديد الموقع الحقيقي لتكابايي البونية و الرومانية فالثابت أن عديد اللقى الأثرية القرطاجنية عثر عليها منذ سنة 1881م  في أحياء المنازل و جارة و اللد و المدينة مثل بعض الأواني الخزفية و بقايا قبر بوني و قطعة نقدية نوميدية تحمل على قفاها اسم الملك سيقيبسان ابن الملك النوميدي ماسينيسان و قد حكم بين سنتي 148ق م و 122ق م. 

ـــ الدكتور الباحث محمد اللافي من كتاب " الرَّوْمَنة في سهول الأعراض "  قابس " و الجفارة " مدنين"